ولذلك كان من لم يؤمن بالقرآن، أو كان قلبه مليء بالحجب، كحجاب
التكبر والحسد والحقد والحرص ممنوعاً من الوصول إلى القرآن بمعانيه، على الرغم من
لقلقة لسانه بألفاظه وتنقل ناظريه بين حروفه. فهذا واقع من يعيش مع الحروف
والكلمات والأشكال دون المحتوى والحقيقة.
ربنا سبحانه وتعالى حينما يصف كتابه يقول
(وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا)، وفي آية
أخرى يقول عز وجل (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ
مِنْ أَمْرِ رَبِّي)[1] حينما نقرأ هذه الآيات
وتربطها ببعضها عند ذاك تتكشف لقلبك حقائق وآفاقاً جديدة وفضائل فذّة من روح
القرآن.
ثم الله يخاطب رسوله والإنسان بصورة عامة بقوله المجيد
(مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ) إذ أن تلك الروح يؤطرها
الكتاب، الذي هو نور وضياء، يهدي الله به من يشاء من عباده. فهو ليس لكل الناس، بل
هو نور لمن يريد الوصول الى الحقيقة وتطهير قلبه والوصول اليسبيل السلام، حيث صراط
الله العزيز الحميد.