responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : في رحاب القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 38

ولكنهم لا يبصرون" [1]

إذا اريدَ ذلك، فإن المسألة تختلف تماماً، إذ لابد من سمو الروح- روح الإنسان- لكي تقرأ وتعي روح القرآن فالروح الإنسانية يلزمها التزود بالبصيرة ووسيلة الاكتشاف.

فالله تبارك اسمه يصف كتابه الكريم بأنه نور وكتاب مبين؛ والنور لا ينفع إلا من له بصر، والكتاب لا يقرأه إلا العاقل. فإذا لم تكن للإنسان عين باصرة وعقل سليم، فإنه يعجز عن درك معاني القرآن وفهم محتواه.

ثم إن القرآن حقيقته كتاب، والكتاب يعني الشي‌ء أو الأمر الثابت، وللقرآن ثوابت واضحة ومبينة، تبين الحقائق وتكشف خطوط الحياة وأصولها العامة.

" ثم يهدي به الله" أي يهدي الله بالقرآن، ولكن من هو المستعد لتقبل هذه الهداية؟

إنه‌ (مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ) أي اندفع برغبة وحماس وعلم وراء كتاب الله. فقد ترى رجلًا يهدي الناس الطريق، فإنه لا يهتدي إلا من استمع له واتبعه. أما الذي يحجم عن إطاعته، فإنه يضيع فلا يهتدي. كذلك القرآن‌ (يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ) فبحث عن رضوانه جل جلاله، وأراد أن يرضي ربه، وأن يرضى عنه ربه.

(إِلَى سُبُلَ السَّلَامِ) فهداية الرب الجليل تنتهي إلى الطرق الآمنة، وتحقيق الأهداف السامية في الدنيا والآخرة.


[1] بحار الانوار، ج 89، ص 107.

اسم الکتاب : في رحاب القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 38
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست