responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : في رحاب القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 29

القرآن كتاب دعوة وانطلاق‌

كيف استطاع القرآن الكريم ان يحرك العرب الجاهليين في بدء نزوله ويصنع منهم أمة واحدة لا تغيب عن بلادها الشمس، فكانت أمة عظيمة مقتدرة؟ ولا اتصوّر أن أمة مثيلة لأمة الاسلام قد جاءت أو ستجي‌ء بحجمها وبحجم حضارتها.

وهل نستطيع ونحن على أعتاب القرن الواحد والعشرين- حيث مضى على نزول كتاب الله حوالي خمسة عشر قرناً من الزمن- أن نجدد التجربة ونعود إلى تلك الأمجاد؟!

قبل كل شي‌ء؛ لابد من التأكد من أن كتاب الله كتاب دعوة وانطلاق فالقرآن من شأنه أن يخلق في الإنسان قابلية التوسّع والنمو، فقد يصبح الإنسان الواحد لدى التزامه بتعاليم السماء أمة بمفرده، وفقاً لمدى تفجّر طاقاته وإعمال قدرته على العطاء.

يصنع القرآن كل ذلك بطرقٍ شتّى منها: أنه يفتح أمام أتباعه آفاقاً فكرية وروحية لا تعد ولا تحصى، حيث يؤكد له أنه قد خُلق ليكون جليس الرب في مقعد صدقٍ، وليكون ضيفه المكرم في جنة عرضها السموات والأرض، وأنه إنما خلق ليكون سعيداً وسيداً وملكاً في الدنيا والآخرة. ومنها؛ أنه يوضح لهم ان أجلهم في الأرض محدود، وأن الفرصة المتاحة لديهم لا تعوّض، وأنه مسؤول عن التوفيق بين وجودهم في الحياة وبين الالتزام بتعاليم السماء، ليحققوا وليثبتوا جدارتهم في أنهم المخلوقين الأرقى من بين سائر المخلوقات.

اسم الکتاب : في رحاب القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 29
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست