المعلومات عن جسم الإنسان بمقدار مكتبة تضم الملايين من الكتب.
إن خارطة الأعمال كلها ستظهر للعيان، حيث يقول سبحانه وتعالى واصفاً
محكمة يوم القيامة (يَوْمَ تُبْلَى السَّرَآئِرُ)[1] أي أن خفايا النفس ستظهر هي الأخرى، فضلًا عن تجسّد الأعمال، حيث
يتحول الكذب إلى ريح نتنة تتأذى منها الملائكة، وحيث يتحول أكل مال اليتامى ناراً،
وحيث يتحول الظلم إلى ظلمات بعضها فوق بعض.
فالإنسان مسؤول على أن يعي هذه الحقائق، وأن يعد العدّة المناسبة لما
يمكن أن يقع فيه في يوم القيامة.
فالكائن البشري ليس شأنه كشأن باقي الأحياء وجدت لتعيش دونما مستقبل،
بل هو مخلوق بكرامة فينبغي له أن يعيش بكرامة، ويموت بكرامة، ويبعث ويحاسب ويدخل
الجنة بكرامة، ذلك لأنه منذ اللحظة الأولى لوجوده كان ضيفاً لدى خالقه الكريم،
فلينظر كيف يلتزم بأدب الضيافة هذه.
[1] الطارق/ 9.آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي(دام ظله)، في رحاب القرآن -
قم، چاپ: سوم، 1428.