، ومن تجليات معاني هذا الحديث الشريف أنّ الإنسان لابد أن ينصر كل
أولياء الله، لأن نصرة ولي الله هي من نصرة الله عزّ وجلّ، أما أن يتقوقع كل واحد
في حدود جماعته وفئته وخطه وحزبه ثم يمكر بالمؤمنين ويتآمر عليهم بدلًا من أن
ينصرهم وينتصر لهم فإنه سوف لا يحقق مفهوم (نصرة الله).
ونحن هنا بين أمرين لا ثالث لهما وهما؛ إما أن نقول إننا مؤمنون، وإن
كافة الناس في الأمة كفار، وهذا ما لا يجوز عقلًا وشرعاً ووجداناً، وإما أن نقول
إننا مؤمنون، وإن الآخرين مؤمنون أيضاً، ولكننا لا ننصر إلّا أنفسنا، وهذا الموقف
غير جائز أيضاً، فمادام الآخرون مؤمنين، ونحن مؤمنين فإن الجميع إخوة، وماداموا
إخوة فلابد أن يتناصروا، والتناصر يعني بالتالي نصرة الله تعالى.