والصوم، والحياة العادية الروتينية، فإنّ مِثل هذه الحياة لن
تُمكِّنه من بلوغ مقام محمود، فقد يدخل الجنة ولكنه سيحصل على الدرجات المتواضعة
فيها، في حين أنّ الإنسان المؤمن ينبغي أن يكون طموحاً ومتطلعاً إلى الدرجات
العُلى، فهو لا يكتفي بالحصول على الإذن بدخول الجنّة، بل يريد أن يكون: [مَعَ
الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ
الشُّهَدَاءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً]
[1].
ولن ينال المؤمن هذه الدرجة الرفيعة دون أن يخوض تجربة الامتحان في
الدنيا حتى تصقل نفسيته، والقادر على إجراء البلاء قادر على إعطاء الصبر عليه، لأن
رحمة الله بالعباد، وبالمؤمنين خاصة تأبى إنزال البلاء الصعب على المؤمنين دون
منحهم القدرة على مقاومته، وبالتالي فإن الإنسان المؤمن يدخل في مدرسة الابتلاءات
ليخرج بطلًا حاملًا بيده شهادة الصدّيقين والشهداء والصالحين، وهذا ما أشارت إليه
الآيات الكريمة التالية