والشرك) شائكاً ومعقَّداً، فحتى لو كانت الآيات والأدلة العقلية
واضحة في هذا المجال لحاولنا إبعاد هذا الوضوح، ولشوَّشنا عليه بصورة أو بأخرى.
الدراسة الموضوعية كفيلة بإزالة الخلاف
بعد هذه المقدمة نقول: إن ذلك التقصير المصطنع في استخراج الأدلة
الواضحة التي تحدد موضوع الكفر والشرك، والتقوى والطاعة، لابد أن يزول عند إطلاق
النفس من ضغط الهوى، ودراسة القضية دراسة موضوعية.
إنّ الكفر في الواقع ليس فقط الجحود اللفظي، والآيات القرآنية شاهدة
على ذلك؛ فهناك الكثير من الآيات تحمل هذا المضمون كقوله تعالى وهو يتحدث عن
الكفّار: [وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ
لَيَقُولُنَّ اللَّهُ] [1].
والقرآن يذكر دوماً إنّ الإنسان إذا ما أترف وعاش في النعمة فإنه
ينسى ربه، ويكفر به، وعلى العكس فإنه إذا ما وقع في أزمة أو ورطة فإنه يسارع إلى اللوذ
بالخالق تعالى: [هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَ
الْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَ جَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ
طَيِّبَةٍ وَ فَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَ جَاءَهُمُ الْمَوْجُ
مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ
مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ
الشَّاكِرِينَ (22)