responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القرآن حكمة الحياة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 158

وُلدنا، ورُبينا، ونشأنا في دوّامة من الحذر والخشية، فنحن نكاد نخشى كل شي‌ء؛ الظلام، وظواهر الطبيعة، ونتوهم الأوهام، ونعيش هواجسها، ونهاب ونرهب كل عارض جديد علينا.

وبدلًا من أن يُبدد الآباء هذا الخوف، ويزيلوا من أذهاننا تلك الأوهام، فإنهم عزَّزوا، وكرَّسوا معاني الخوف في عقولنا، فَتَطبَّعنا عليه، حتى أصبح وكأنه طوق حديدي يكبِّل أعناقنا، أما القرآن فقد عمل على تبديد هذا الخوف ومعالجته في وصاياه وإرشاداته التربوية من خلال التوكل على الله تعالى، لأن الذي يتوكل عليه سبحانه سوف لن يخشى شيئاً سواه.

إن للإنسان نوعين من ردود الفعل عندما يواجه موقف صراع يبعث في نفسه حالة الخوف؛ فإما أن يكون شجاعاً، فيداهم ويهاجم، وإما أن يكون جباناً فيداهن ويجبن، والموقف الشجاع هو موقف التوكل على الله، أما الموقف الجبان فهو موقف ذلك الإنسان الذي يعيش حبيساً لهواجس الذات، ضعيف الإيمان، ومثل هذا الإنسان لابد وأن ينكسر، وينهزم، ويسقط حين يهرب من ذلك الموقف لأنه سيصبح ضحية للمُهاجِم الذي يتعقبه يمنة ويسرة، وفي هذا المجال يقول أميرالمؤمنين (ع)

«ما قاتلت أحداً إلّا وأعانني على نفسه»

. فالإنسان إذاً سوف يربح المواقف الكثيرة إذا ما تحلّى بالشجاعة النابعة من روح التوكل، وبالعكس فإنه‌

اسم الکتاب : القرآن حكمة الحياة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 158
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست