responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القرآن حكمة الحياة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 154

نصوِّر الإيمان والتقوى التي هي مخافة الله تعالى بالنهر العظيم الذي تترابط روافده، ويتصل بعضها ببعض حتى يكون الإيمان هو بمثابة هذا النهر، والفضائل هي بمثابة تلك الروافد المتصلة والمترابطة مع بعضها.

وهكذا فإن مخافة الله تعالى هي حقيقة ومظهر الإيمان، ولا معنى للإيمان بدون المخافة والتقوى، فالذي يؤمن بالله لابد أن يخافه ويتقيه من خلال الامتثال لأوامره والاجتناب عن نواهيه، ومن هنا كان الإيمان رأس الحكمة، ذلك لأن الإنسان يعيش بطبيعته حالتين لا ثالث لهما؛ حالة إتّباع الهوى، وحالة الاهتداء بالحق؛ أي أن أمام الإنسان في كل حركة وسلوك بابين لابد من أن يختار أحدهما ليدخل منه؛ إما باب الهوى الذي يهبط به إلى الأسفلين، وإما باب الحق الذي يرفعه إلى درجة الصالحين.

الأنانية مصدر الرذائل‌

والحق هو إطار الفضائل جميعاً، واتّباعه يعني الولوج في عالم الفضيلة والسعادة الروحية، في حين إن الهوى والأنانية هما المنزلق إلى الرذائل والمعاصي والفسوق، واتّباعهما يعني السقوط، والشقاء، والفوضى، والضياع.

وهكذا فإن الأنانية، والانطواء على الذات، والتحرك في إطارها وحسب، كل ذلك يعني أن الإنسان يحبس نفسه في سجن مغلق، لأن الذي يتحرك بدافع الأنانية وحب الذات لا تجده يحسب للآخرين حسابهم، ولا يهتم إلى ما

اسم الکتاب : القرآن حكمة الحياة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 154
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست