responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الحج) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 251

تفصيل القول‌

حيث يُظلم الإنسان، فيُضطَّر إلى الهجرة .. فيُعاني ما يُعاني، ثم يعود، ثم يُعاقِب ظالمه بمثل ما عاقبه هذا الظالم واعتدى عليه، ولكن الظالم يبغي عليه؛ أي على هذا المظلوم المهجَّر .. هذه الصورة واقعية تتكرَّر دوماً، ولكن الله تعالى يَعِدُ المظلوم الذي يتعرَّض للبغي بالنصر، بعد أن يُقنعه بضرورة التزام طريق العفو والمغفرة. لماذا؟

لأنّ كثيراً من الاعتداء الذي يقع بين الناس يجري بسبب الخوف من الاعتداء من قبل الطرف الآخر، ولكن عندما يطمئن المؤمن إلى نصر الله له فهو لا يقوم بمثل هذا الاعتداء.

ولكن كيف لهذا المظلوم أن يَتَلمَّس الضمانة لاستحقاق النصر؟ بمعنى: كيف له أن يجد تجلِّياً ظاهراً لقوة الله وقدرته؟ نجد الجواب في الآية الكريمة ذلِكَ بِأَنَّ اللّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَ يُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَ أَنَّ اللّهَ سَميعٌ بَصيرٌ.

إنه سبحانه يضرب له مثلًا ظاهراً من هيمنة الرَّبِّ للزمان وتحوُّلات الليل والنهار، حيث يُهيمن على ظاهرتي الليل والنهار، فيُولج أحدهما في الآخر، ويُعيد العملية تارةً بعد تارة، بما يتضمَّنان من منظومة عظيمة من الأنظمة الدقيقة .. ليُؤكِّد للمظلوم المبغي عليه بأن من كان قادراً على الهيمنة على حركة الأجرام الكبيرة مثل الأرض والشمس، وما فيهما من الحركة والاستقرار وغير ذلك، لقادر على أن ينصره كل النصر، وأن يخذل عدوه كل الخذلان؛ لأن كل الأمور عائدة إليه بدءاً وعوداً، أزلًا وأبداً .. فلا مبرر للإنسان المظلوم أن يشك في حتمية النصر؛ لأنه صادر عمن يحكم بقدرة مطلقة آفاق الزمان‌

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الحج) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 251
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست