responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 70

التقطه من اليمِّ وربَّاه صغيراً، جاهلًا- أو متجاهلًا- أن الله سبحانه وتعالى هو الذي ساق موسى الرضيع إلى قصره، حتى أن استقباله لموسى كان أمراً محتوماً، تبعاً لإرادة الله وقضائه. هذا بالإضافة إلى أن فرعون نفسه كان يُعاني الشعور بالوحدة لعُقمه، أو لعدم قدرة زوجته المؤمنة على الإنجاب بحكمة من الله تبارك وتعالى.

فكان حضور موسى في قصر فرعون، نعمة من الله ومِنّة منه على فرعون؛ أي إنه كان من المتوقَّع لفرعون أن يُؤمن ويترك الطغيان على اعتبار أن الله هو المنعم، وهو ذو المنة عليه، حيث رزقه طفلًا يعجز الناظر إليه إلَّا أن يحبه، وهو الذي قال الله تعالى بحقه أَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنّي وَ لِتُصْنَعَ عَلى عَيْني‌ [1].

أقول: لقد كان ديدن فرعون الطاغية أن يمنّ على رعيته، حتى إنه كان ينسب وجود كل شي‌ء إلى نفسه، باعتباره ربَّ الناس الأعلى، وذلك تعريضاً منه لهم لعملية غسل دماغ كبيرة، وليرزحوا- دائماً وأبداً- بالشعور بالامتنان له، لردعهم عن التفكير بما يضر به.

2- لَبِثْتَ فينا مِنْ عُمُرِكَ سِنينَ‌

كان فرعون يتوقع من موسى أن يخضع لعملية غسل الدماغ، وذلك يظهر من قوله له لَبِثْتَ فينا، أي إنك كنت خاضعاً للأجواء التي اصطنعناها، وحيث إنك- يا موسى- لم تتأثر بتلكم الأجواء، فأنت مُدان لتمرُّدك هذا.

كما أراد فرعون القول بأن القاعدة الطبيعية والمنطقية هي استسلام موسى (ع) له، باعتباره الربَّ الأعلى، وباعتباره صاحب‌


[1] سورة طه، آية: 39.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 70
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست