responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 61

الباطلة، ليُعلن له- ولكل من يهمه الأمر بمرور الأجيال- أن إرادة الفراعنة والطغاة لا تَعْدِلُ شيئاً عند الله سبحانه وتعالى، وإنما قوله تعالى كَلّا يُفهَم منه الرفض القاطع والأكيد لكل عملية غسيل الأدمغة التي يُجهد فرعون نفسه ونظامه كلّه لتحميلها على رأي الناس. والقول الإلهي هذا يأتي أيضاً بمثابة بثٍّ للروح المعنوية في قلوب رسله وأوليائه.

2- فَاذْهَبا بِآياتِنا

هذا أمر بالانطلاق وإذن لهما- موسى وهارون عليهما السلام- بأن يتحرَّكا. والإذن الإلهي لا يصدر إلَّا بعلم الله تعالى بتحقق الشروط الميدانية والنفسية المطلوبة، ولا يُمكن بحال من الأحوال أن يُتجاهل هذا الإذن من قِبَل أحد من المؤمنين.

ثم الآيات التي أشار إليها الله تعالى في هذا النص القرآني تشمل جملة المعاجز الربانية التي جرت على يد موسى (ع)، كالعصا التي تتحوَّل إلى ثُعبان عظيم، وكاليد البيضاء.

بل إن مجرد النبوة الموسوية تُعدُّ معجزةً بحدِّ ذاتها. ثم إنَّ من الآيات الربانية أن الله تعالى قد اختط لنبيه الكريم موسى ووزيره النبي هارون عليهما السلام، منهجاً لاحباً في مواجهة فرعون ونظامه الطاغوتي الحاكم، يتلخَّص بضرورة الدفاع عن الحق بوسيلة الحق، إذ يتنافى مع قدسية المنهج الإلهي أن يُدافعَ عن الحق بوسيلة الباطل، وذلك يعني ضرورة الالتزام من جانب النبي، أو الإمام، أو العالِم، أو الداعية بمنهج الصدق، والعدل، والحق بشكل دائم ومتواصل. فلا يُمكن لمن يريد نشر دين الله إلَّا أن يوفر في نفسه قابلية تحمُّل آيات الله، لأن الآيات نور وقوة ومواجهة للظالمين .. بمعنى لزوم وعي الآيات اللفظية وغيرها

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 61
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست