responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 365

لهؤلاء وأولئك، مفادها: أنهم قد دُفِع لهم الأجر؛ مُقدَّماً ومُؤخَّراً. والأجر المقدَّم هو اصطفاؤهم من جانب الله تعالى لمهمة ومقام النبوة والرسالة، فيما الأجر المؤخر جنة عرضها السماوات والأرض ورضوان من الله أكبر.

ونحن نقرأ هذه الحقيقة في دعاء الندبة الشريف المروي عن الإمام صاحب الزمان (عجج): «اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ عَلَى مَا جَرَى بِهِ قَضَاؤُكَ فِي أَوْلِيَائِكَ؛ الَّذِينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَدِينِكَ، إِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزِيلَ مَا عِنْدَكَ مِنَ النَّعِيمِ المُقِيمِ؛ الَّذِي لَا زَوَالَ لَهُ وَلَا اضْمِحْلَالَ، بَعْدَ أَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ فِي دَرَجَاتِ هَذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ، وَزُخْرُفِهَا، وَزِبْرِجِهَا، فَشَرَطُوا لَكَ ذَلِكَ، وَعَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفَاءَ بِهِ، فَقَبِلْتَهُمْ وَقَرَّبْتَهُمْ وَقَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ الْعَلِيَّ، وَالثَّنَاءَ الجَلِيَّ. وَأَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلَائِكَتَكَ، وَكَرَّمْتَهُمْ بِوَحْيِكَ، وَرَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ، وَجَعَلْتَهُمُ الذَّرَائِعَ إِلَيْكَ، وَالْوَسِيلَةَ إِلَى رِضْوَانِكَ ..» [1].

فهناك أمر إلهي مشروط، وعهد معهود، مأخوذ على الأنبياء والرسل وأوصيائهم، بل وهكذا ينبغي أن يكون لمن يجلس مجلسهم، وينطق باسمهم، وكل من يحمل- مخلصاً- راية الإصلاح الإلهي، ألَّا يطلبوا أجراً ولا يتوقَّعوا دنياً زائلة.

وإنما جعل الله هذا الشرط، وإنما اختار أنبياء الله الوفاء بهذا الشرط والعهد ليكون معياراً حقيقيًّا لمن أراد قيادة البشرية، وعلامة دالّة على مدى إخلاصه.

ولعظيم التزام الأنبياء والأوصياء بهذا الشرط، صار من اليسير جدًّا التمييز بين إنسان وإنسان، وبين قائد وقائد. فصار ذوو النوايا


[1] بحار الأنوار، ج 99، ص 104.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 365
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست