responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 315

الفرج من ربِّه المتعال. وعلى هذا ينبغي أن تكون حال المبلِّغ رسالة ربِّه، لأنّ حياته مليئة بالصعاب، وانما في لحظة يُقدّرها الربُّ يتنزَّل نصر الله عليهم.

والمؤمن يطلب من ربِّه- وعلى الدوام- أن يُجنّبه كيد الأعداء، ولولا ذلك لتناوشه أعداؤه من شياطين الإنس والجن من كل حدب وصوب.

ثم إن نوحاً (ع) لم يقترح على ربِّه نوع هذا الفتح، وإنما طلب إليه أن يفتح بينه وبين قومه المكذبين فتحاً؛ فلم يصف الفتح بوصف، كما هو المستفاد لغة من صيغة المفعول المطلق. ولعل هذا التعبير جاء للدلالة على طلب فتح عظيم. لماذا؟.

لأنّ حذف المُتعلَّق من صيغة المفعول المطلق يفيد العموم. بما يعني أن أمل النبي نوح (ع) كان أملًا كبيراً، بما يعكس مدى معرفته بربِّه العلي الكبير. وهكذا المؤمن يدعو ربَّه أبداً بالمزيد من العطاء، لأنه أكرم مَنْ سُئل وأجود من أعطى. وجاء في الدعاء المأثور عن رسول الله (ص): «إِلَهِي طُمُوحُ الْآمَالِ قَدْ خَابَتْ إِلَّا لَدَيْكَ، وَمَعَاكِفُ الْهِمَمِ قَدْ تَقَطَّعَتْ إِلَّا عَلَيْكَ، وَمَذَاهِبُ الْعُقُولِ قَدْ سَمَتْ إِلَّا إِلَيْكَ، فَإِلَيْكَ الرَّجَاءُ، وَإِلَيْكَ المُلْتَجَأُ ..» [1].

2- نَجِّني وَ مَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنينَ‌

ونتساءل: إذا كان الفتح مُبيناً، فما معنى أن يطلب هذا النبي العظيم النجاة من ربِّه المتعال؟.

يبدو أن نوحاً (ع) أراد القول، بأنه إذا قدَّر الربُّ أن ينزل‌


[1] مستدرك الوسائل، ج 13، ص 41.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 315
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست