responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 289

وتعالى، دون المقرونة بالقوة والخوف.

إنّ هذه الطاعة هي خلاصة التجربة البشرية في الحياة؛ لأنها تستدعي المعرفة والمحبة، وبالطاعة للرسول والتسليم له تُقبل العبادة.

لقد طلب النبي نوح (ع) من قومه ذلك، ولكنهم أبوا وتمرَّدوا. والطاعة التامة من كمال الإيمان، كما جاء في قوله تعالى لنبيِّه المصطفى (ص) فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتّى يُحَكِّمُوكَ فيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا في أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمّا قَضَيْتَ وَ يُسَلِّمُوا تَسْليمًا [1].

إن طاعة النبي- أيّ نبي كان- إنما تُبنى على أساس التقوى، وإن التقوى لا يمكن تكاملها إلَّا بتفعيلها في واقع الحياة، وأول مشروع تفعيلها يتم بطاعة الرسول، لأنها بذاتها طهارة للقلب من التعصُّب العرقي، ومن الرياء، ومن اتِّباع الشهوات.

إنّ الهدف من الإيمان بالنبي وطاعته تُؤهِّل الإنسان ليكون من أصحاب الجنة، لأن حركة النبوة تُفضي إلى دخول الجنة، ولا يمكن تصوُّر دخول الجنة عن طريق الرياء، والتعصُّب، والأنانية.

وإنّ من آفاق طاعة كل نبيٍ أن يُؤمن أتباعه بأنه شفيعهم إلى الله سبحانه، وإنّ عليهم أن يُسلّموا له تسليماً قلبيًّا تامًّا، خصوصاً عندما يقضي بينهم، لأن ذلك يُوحِّد مسيرة أتباع النبي، ويرتقي بهم إلى أعلى المراتب. وعليهم أيضاً أن يُترجموا طاعتهم للنبي إلى اتِّباعه حتى في أصعب المواقف، مثل اتِّباع الرسول في الصراعات الأهلية التي يتطلَّب الوقوف منها موقفاً صحيحاً وتقديم تضحيات كبيرة.

والله تعالى يُبيِّن جزيل الأجر لمن يُحقق في نفسه وعمله آفاق الطاعة


[1] سورة النساء، آية: 65.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 289
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست