responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 284

بل قال لهم أَ لا تَتَّقُونَ‌؟. والتقوى تعني التحصُّن دون العذاب الذي قد يحل بالإنسان بسبب فساده.

1- إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ‌

فهو منهم، وليس أجنبيًّا عنهم، لكي يُبرِّروا عصيانهم لدعوته فيقولوا بأنهم لم يعرفوا لغته، أو أنه لا يُخاطبهم بلغة تتناسب وواقعهم الاجتماعي، أو كونه لا يعرف تقاليدهم الموروثة ومدى ضرورتها، أو أنه لا يعرف ما يناسبهم من الأوقات والأحوال حتى يتحدَّث إليهم عبرها، بل بالعكس تماماً كان غاية في القرب منهم، شأنه في ذلك، شأن الأنبياء الآخرين الذين كانوا لا يُسبقون في وضوح لغتهم، وحبهم لهداية الأمم.

- أَ لا تَتَّقُونَ‌

أي: ألا تتقون الله، فتتحصنوا دون عذابه الذي ينزل بسبب الذنوب؟.

وكان من أكبر ذنوبهم أنهم يُقدِّسون أصناماً لبشرٍ مرَّ عليهم زمن طويل، فخُيِّل للأجيال المتلاحقة أنها تعود لآلهة، أو أنصاف آلهة.

لم يتحفَّظ قوم نوح (ع) من التعرُّض لعواقب التكذيب، وظنوا أنهم يبقون آمنين في بيوتهم، بل كانوا يتفاخرون بأمنهم من التعرُّض لعذاب الله المبين كلما أمعن النبي نوح في دعوته، إلَّا أن نوحاً كان يعرف الله عزَّ وجلَّ أكثر منهم، فهو كان يعرف الله عزيزاً شديدَ العقاب، كما يعرفه رحيماً لطيفاً بعباده، إلَّا أن لتجلِّي كل من الصفتين المقدَّستين موازين خاصة، وقد كان قوم نوح غافلين عنها، بل لم يريدوا التعرُّف إليها أصلًا، عناداً منهم وغروراً.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 284
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست