responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 282

لقد بلغ قوم نوح مبلغاً من المعصية أنهم لم يُكلِّفوا أنفسهم عناء الموازنة بين نتائج التصديق بدعوة نبيِّهم نوح العظيم، ونتائج التكذيب به.

إنهم لم يقوموا بذلك، ولعلهم برَّروا لتقاعسهم بأنهم لم يجحدوا بالله، كما الأمم السابقة التي جحدت فأُهلكت، متغافلين عن أن الله تعالى يعتبر مجرَّد التكذيب بدعوة نبي من الأنبياء لأمر إصلاح شأن الدنيا لغرض إصلاح شأن الآخرة، يعتبره تكذيباً بربوبيته، وأن الاطمئنان (الكاذب) إلى رحمة الله، يتبعه التعرُّض إلى عزَّته وأخذه لهم على حين غرَّةٍ من أمرهم.

بصائر وأحكام‌

1- التكذيب بالرسل، هو آخر مفصل من مفاصل المواقف بين من يدعو إلى ربِّه، ويُبيِّن آياته، ويُؤدِّي رسالته بأمانة تامة، ومن يرفض هذه الدعوة ويُحاربها، فهو بالتالي يُكذِّب بها.

2- لعل تكذيب قوم نوح (ع) لنبيِّهم لم يكن إنكاراً للخالق سبحانه، لا سيما وأنه لم يَدْعُهم إلى الاعتراف بالله الخالق، بقدر دعوته إياهم بأن يتَّقوه. ولا يمكن أن يتَّقي المرء ربًّا لا يُقرّ به. مما يعني أن كثيراً ممَّن وصفهم القرآن المجيد بالكفر لم يكونوا جاحدين للخالق، وإنما القرآن كان يعتبر عصيان الأنبياء في نصائحهم ودعواتهم لأقوامهم كفراً؛ لأن عاقبة العصيان هذا هي عاقبة الجحود بالله عزَّ وجلَّ ذاتها.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 282
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست