كلّما كان ضلال الإنسان عن الحق أبعد، كانت عودته أصعب. وهكذا اعتقد
السحرة- الذين طالما كفروا بالله، وأكلوا رزقه، وعبدوا غيره- أنهم بحاجة إلى
المزيد من التضحية حتى تُقبل توبتهم. وهكذا جعلوا مبادرتهم إلى الإيمان قبل غيرهم،
ودون النظر إلى قيادتهم الكافرة، التي- حسب بعض الروايات- زعمت أنها سوف تبادر إلى
الإيمان لو لم يفلح السَّحَرة.
أقول: جعلوا مبادرتهم دليل طمعهم ورجائهم في غفران الذنوب، وحتى لو
أدَّى ذلك إلى إعدامهم.
بصائر وأحكام
على المذنب أن يتقرَّب إلى الله بالتضحية طمعاً في غفران ربِّه له.
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي الجزء : 1 صفحة : 143