responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 133

المصري، ذلك لأن حاكم البلد كان هو الآن عبداً من عبيد الغرور والأنانية. ولذلك؛ ما كان للسحرة أن يُكلِّفوا أنفسهم مجرَّد عناء تصوُّر تعرُّضهم للهزيمة، لاسيما وأنهم قد جلبوا الكثير من الحبال والعصي، ليكتسحوا النبي موسى (ع)، ومعجزته شرَّ اكتساح، لعلمهم المسبق بأن فرعون ما كان ليُرسل إليهم لولا أنه رأى في المعارضة قوَّة خارقة تستوجب استدعاءهم وحضورهم، حتى لقد رُوي أن عدد السَّحرة الذين حضروا لمواجهة النبي موسى (ع)، كان آلافاً، حيث تقاطروا على العاصمة من شتى أنحاء البلاد .. وقد أُعِدَّ لهم مسرحُ المواجهة إعداداً مميَّزاً، وصادف يوم عيد تقليدي لهم .. ولكن حكمة الله وإرادته كانتا تسوقان الأحداث نحو وجهةٍ أخرى، غير التي كان يرقبها فرعون وأتباعه.

وأنَّى لفرعون وأتباعه أن يقرؤوا مستقبل الأحداث، وقد أحاط بهم الشيطان، وأنفسهم الأمَّارة، وتقمَّصوا الغرور والطغيان.

بصائر وأحكام‌

1- في حالة التحدِّي بين الحق والباطل يُقدِّر الله سبحانه- في بعض الأحيان- أن يأتي الباطل بكل ما أُوتي من قوَّة، حتى إنه لَيُخيَّل للناس أن لا غالب للباطل بإمكاناته الهائلة، إلَّا أنه عزَّ اسمه ينصر المؤمنين، ويقصم أهل الباطل بيد الغيب، ليُبصر الناس جانباً من جوانب قدرة العلي العظيم التي لا تُضاهى، وليفقهوا أن الإرادة الحقيقية هي لذي الملك والملكوت، لله ربِّ العالمين.

2- إن شعار العزَّة الفرعونية الذي رفعه السَّحرة يحمل في طياته مشروع فتنة عظيمة، لأنه تأليه لفرعون؛ ذلك المجرم، القاتل، المستغل، الظالم.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 133
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست