جبارٌ سفيه، تُطغيه سلطة محدودة في بلد متواضع، فيتخذ قراراً خاطئاً
بإعدام جماعي لطائفة وعت الحقيقة فآمنت بالله، فيلقيهم في نار في الأخاديد، وتشهد
الجماهير سطوته لكي يكونوا لهم عبرة .. وينتهي في زعمه كل شيء.
كلا؛ إن السماوات والأرض وجنودهما وسكانهما ينتظرون محاكمة هذا
السفيه في اليوم الموعود، وأن سنن الله في الخليقة التي تمتد من السماء ذات البروج
في عمق المكان، إلى اليوم الموعود في أفق الزمان، وإلى الشاهد والمشهود تحيط بهذا
الإنسان العاجز المسكين، فأين المفر؟!.
وهكذا تتواصل آيات سورة البروج التي تُفْتَتَح باليمين، وتُختم بأن
الله من ورائهم محيط، وأن القرآن المجيد مصون في اللوح المحفوظ، و فيما بينهما
الحديث عن أصحاب الأخدود الذين بالغوا في الجريمة فأوقدوا النار في حفر، ثم ألقوا
المؤمنين فيها وجلسوا يتفرجون على مشهد احتراقهم!.
وهكذا ابتلي المؤمنون- وربما بصورة مكررة وفي بلاد مختلفة- بهذا
البلاء العظيم، دون أن ينال من إيمانهم مثقال ذرة، بل ازداد إيمانهم صلابة وصفاءً.
أما أعداؤهم، فماذا