responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مقاصد السور المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 261

67- سورة الملك: الإنسان بين تقوى الله ومعرفته‌

لعل زرع الخشية من الله بالغيب هو المحور الذي تتصل به كل آيات سورة الملك، التي هي بداية انعطافة كبيرة في السياق القرآني نحو البصائر التي تنزَّل بها الوحي في الجزأين الأخيرين، واللذين يتألفان في الأكثر من السور المكية التي تذكِّر بأصول الإسلام كالإيمان بالله، وبالرسول والرسالة، وبالآخرة.

1- ففي مطلع السورة يتجلى الله العظيم بأسمائه الحسنى (تبارك، الملك، والقدير، والخالق، والعزيز، والغفور، والرحمن) لأن المعرفة السليمة بالله تضع الإنسان المخلوق بوجدانه وعقله وكل حواسه أمام الله الخالق سبحانه، مما تمنحه الخشية منه عز وجل. ولا ريب أن خشية الإنسان من ربه تكون بقدر معرفته به. أولم يقل تعالى إِنَّما يَخْشَى اللّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَمؤُ؟ [فاطر: 28]. ولكي تكون المعرفة بتلك الدرجة نجد السياق يمزج بينهما وبين تعريف الإنسان بأعظم الأهداف التي خُلق من أجلها لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا فليس في منهج الإسلام إذن معرفة لا تقود إلى العمل الصالح، بل إن أحسن الناس عملا أكثرهم معرفة بربه.

ويزداد الإنسان معرفة بربه كلما جال ببصره وبصيرته في الآفاق من حوله، ففيها

اسم الکتاب : مقاصد السور المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 261
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست