اختار القرآن اسم (النساء) ووضعه على هذه السورة، لأنها تتحدث عن
حقوق المرأة في بدايتها، ثم عن علاقة المرأة بالرجل، وعن جوانب من حياة المرأة.
والمرأة هي وجه حضارة البشر، التي تعكس مدى التزام الحضارة بالقيم
السامية التي تأمر بالمحافظة على حقوق الضعفاء، ولأن الإسلام يوليها إهتماماً
كبيراً، كان من المفروض أن يعالج موضوعها في سورة من القرآن، وكانت سورة النساء
بحكم موضوعها الاجتماعي أفضل موقع للحديث عنها.
وهذه السورة الكريمة ترسم لنا الصبغة العامة للمجتمع الإسلامي؛ فمن
الآية الأولى وحتى الآية (25)، ثم من آية (33) إلى (35)، ثم من (127) إلى (130)،
ثم في الآية الأخيرة تتحدث السورة عن حقوق المرأة (وبالمناسبة حقوق الأيتام
والسفهاء)، وطريقة تقسيم الإرث بين الرجل والمرأة، والنهي عن المعاملة السيئة لها،
وعن الشهادة الباطلة عند وارث المرأة كرهاً، واستلاب حقوقها في المهر، كما بينت حرمة
الزواج من نساء معينات، بينهن زوجة الأب السابقة.
ثم عن قيمومة الرجل على المرأة في حدود الشريعة، وعن النساء
الفاضلات،