تفتتح السورة بوصايا قيِّمة في أدب التعامل مع الرسول والقيادة
الإلهية، وتختتم ببيان حقيقة الإيمان، وتتواصل بينهما الآيات تنظم علاقة المسلمين
ببعضهم على أساس الأخوة، وعلاقة البشرية ببعضهم على قاعدة المساواة.
تعالوا الآن نتدبر في هذا السياق المعجز
1- لأن علاقة الأخوة تتعرَّض لهزَّات قد تبلغ درجة الاقتتال بين
المؤمنين، فلابد من قوة داخلية تمسك الأمة من أن تتشرذم فتتلاشى، وما تلك القوة
إلا القيادة الرسالية التي لابد أن يسمو احترام الأمة لها إلى مستوى رفيع، بألّا
يتقدموا بين يديِّ الله ورسوله في الرأي أو القول أو المشي أو أية ممارسة عملية،
ولا يرفعوا صوتهم فوق صوته، ولا يجهروا له في الكلام كما يتحادثون بينهم. وقد بشر
الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله (ص) بأنهم قد طهر الله قلوبهم للتقوى، وأن لهم
مغفرة وأجراً عظيماً. أما الذين لا يحترمون الرسول (ص)، ولا يراعون حرمة الحُجُرات
التي بنيت من أجل توفير الراحة، فينادون الرسول (ص) من ورائها، فإن أكثرهم لا
يعقلون، فلا يعرفون حرمة القيادة الإلهية، ولا حرمة الآداب المرعية، وكان أولى بهم
أن يصبروا حتى يخرج إليهم الرسول