responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مقاصد السور المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 212

الصراط المستقيم الذي يؤدي إلى أهدافه السامية والتي منها النصر العزيز.

وبعد هذه البراعة في افتتاح السورة (الآيات: 1- 3) نجد القرآن يمدح المؤمنين، الذين أطاعوا الرسول في الصلح بمثل طاعتهم له في الحرب، ويجعل ذلك وسيلة للنصر، حيث أنه سبحانه أنزل سكينته في قلوب المؤمنين .. وعلموا أنهم لمنصورون ما داموا قد انتظموا في سلك جند الله، الذي له جنود السماوات والأرض، وأنهم ينتظرون جنات تجري من تحتها الأنهار. (الآيات: 4- 5).

أما المنافقون الذين خالفوا الرسول في السلم بمثل مخالفتهم له في الحرب؛ فإن الله يعذبهم، لأنهم ظنوا بالله ظن السوء- وأنه لا ينصرهم- فدارت عليهم دائرة السوء، فأنّى اتجهوا وجدوا سوءاً، وغضب الله عليهم ولعنهم وأعدلهم جهنم. (الآية: 6).

إذن؛ فمحور المجتمع الإسلامي هو الرسول الذي إن نصحوا له وأطاعوه مخلصين سعدوا به، لأن الله قد أرسله شاهداً ومبشراً ونذيراً، وجعله محوراً لحياتهم، ليؤمنوا بالله ورسوله، ويعزروه ويوقروه .. ويعظموا الله بتعظيم رسوله، ذلك أن يد الرسول هي يد الله، ويد الله فوق أيديهم (الآيات: 7- 10).

وينعطف السياق على المنافقين الذين أرادوا انتهاز فرصة الصلح ليطعنوا في مصداقية الرسالة، ويقول: سيقول الأعراب الذين تخلفوا عن الرسول في خروجه إلى مكة شغلتنا أموالنا وأهلونا، ويريدون العودة إلى صفوف الرسالة بعد أن أبعدوا عنها بتخلفهم، ولكن الله يفضح مكرهم وأنهم كانوا يرجون ألا يعود الرسول إليهم، وظنوا ظن السوء فكانوا قوماً بوراً هالكين. (الآيات: 11- 12).

والآن حيث صعد نجم المسلمين وطَوَّعوا أكبر قوة في الجزيرة (وهي قريش) حتى اعترفت بهم كقوة سياسية مناوئة، يريد الانتهازيون الالتحاق بركب الرسالة طمعاً في المغانم، وهذه من مشاكل الصلح دائماً.

ورفض الإسلام عودتهم إلا إذا استعدوا للجهاد إذا دعوا إليه مرة أخرى، فيومئذٍ إن أطاعوا يؤتيهم الله أجراً حسناً، وإن تولوا- كما في السابق- يعذبهم الله عذاباً أليماً (الآيات: 13- 16).

وبعد أن استثنى السياق من هذا الحكم المرضى والمعوقين، عاد وأثنى على المؤمنين‌

اسم الکتاب : مقاصد السور المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 212
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست