responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مقاصد السور المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 205

مثل للظالم الذي منعه تمرده على أبيه عن اتباع الحق لمجرد أنه دعوة أبيه (الآيات: 15- 18).

وبعد أن يبيِّن القرآن أن درجات الناس على قدر أعمالهم، يعرض لنا صورة أهل النار تستقبلهم جهنم بلظاها، وهم يحاكمون هنالك، لأنهم أذهبوا طيباتهم في حياتهم الدنيا. ويبدو أن الإسراف في اللذات عقبة أخرى في طريق الإيمان. ولعل الإسراف في الاستمتاع بالطيبات سببه الاستكبار في الأرض، وعاقبته الفسق عن حدود الشريعة (الآيات: 19- 20).

وأية عقبة كأداء كالاسترسال مع العادات البالية والتقاليد الباطلة، كما فعلت عاد حيث أعرضوا عن أخيهم هود (ع) وهو ينذرهم بالأحقاف ويستعجلونه العذاب، ولكن حين استقبلهم عارض في الأفق، زعموا من فرط غفلتهم أنه عارض ممطرهم، بينما كان ريحاً تدمِّر كل شي ء بأمر ربها (الآيات: 21- 25).

لماذا كفرت عاد؟ هل لفقر وحاجة؟ أم لنقص في وسائل المعرفة من السمع والأبصار؟ كلا؛ إنما لجحود آيات الله والاستهزاء بها، فكانت عاقبتهم الدمار.

أفلا نعتبر بمصيرهم قبل أن نصبح عبرة لمن يتعظ من بعدنا؟ أفلا نزور الأطلال التي بقيت من القرى الهالكة، وننتفع بالآيات التي صرفها الله لإيقاظنا من الغفلة؟

إن هذه الآية التي يعتمد عليها الإنسان في كفره بربه، ويزعم أنها مانعته من عذاب الله، هلا منعت عن تلك القرى العذاب؟! (الآيات: 26- 28).

وترى بعضهم يستعيذون بالجن، ويزعمون أنهم يكفونهم العذاب، بينما الجن كما الإنس أنذروا بالرسالة، ولقد صرف الله نفراً منهم فاستمعوا للقرآن فأصبحوا منذرين، ودعوا قومهم للاستجابة للرسالة، وبيَّنوا لهم أن من لا يُجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض (الآيات: 29- 32).

وتبيِّن الآيات الأخيرة من السورة قدرة الله على إحياء الموتى، وأن الكفار يؤمنون بذلك حين يرون العذاب، وأن على الرسول الصبر في دعوته دون أن يستعجل لهم، لأنه مهما طال بهم العمر فإن مكثهم في الدنيا يشبه ساعةً إذا قيس بالخلود في النار. (الآيات: 33- 35).

اسم الکتاب : مقاصد السور المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 205
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست