responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مقاصد السور المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 193

العزيز العليم. وهكذا الأرض، فهو الذي جعلها مهداً، وسلك فيها سبلًا، لعلهم يهتدون إلى مآربهم ثم إلى ربهم الذي أتقن صنعه، وحتى تدبير رزقهم فهو بأمر الله، أوليست حياتهم تعتمد على الماء؟ فمن ينزله من السماء بقدر حاجتهم؟ أفلا يرون كيف يحيي به الله الأرض، فلماذا لا يهتدون إلى أنه كذلك يحييهم بعد موتهم؟

ومن آيات تدبيره خلق الأزواج، وتوفير وسائل النقل، أوَلَيس كل ذلك يدل على أن إله السماء هو إله الأرض، ويدعوهم إلى طاعته، وشكر نعمائه، فإذا استقروا على ظهور الأنعام أو متن السفن سبحوا الله على تسخيرها لهم ولم يكونوا بمستواها (الآيات: 9- 14). ونقرأ في ختام السورة تذكرة بهذه الحقيقة أيضاً (الآية: 84).

ثالثاً: تقديس الأشياء والأشخاص، فإذا بهم يجعلون للرحمن من عباده جزءاً؛ يعطونه (صفة التقديس)، وبالغوا في كفرهم حين زعموا أن الله اختار لنفسه البنات واصطفى لهم البنين.

ويتساءل: هل شهدوا خلقهم؟ كلا؛ ويقول: إن كلامهم الباطل شهادة عليهم، سوف تُكتب وسوف يُسألون عنها ... وتراهم يبرِّرون عبادة الآلهة بالجبر الإلهي، بلا علم عندهم، بل بمجرد الخرص والتخمين، ولا بكتاب إلهي يستمسكون به، بل بإتباع آبائهم. (الآيات: 15- 22).

ويعالج القرآن اتباع الآباء بأن ذلك من عادة المترفين الذين ما أرسل الله إلى قرية نذيراً إلا تشبثوا بتقاليدهم البالية، متحدِّين بها رسالات ربهم، ولكن ألا ينظرون إلى عاقبة أولئك المترفين الذين انتقم الله منهم؟! (الآيات: 23- 25).

ويضرب القرآن مثلًا على ذلك بقصة النبي إبراهيم (ع)، وذلك للأسباب الآتية

ألف: لأن أبرز ما في رسالته تحديه لعادات السابقين، ابتداءً من أبيه وانتهاءً بقومه.

باء: لأنه من أولي العزم الذين يُذكرون في هذه السورة باستثناء واحد منهم وهو النبي نوح (ع).

وإذا كانت الجاهلية العربية تعتمد على عقائد آبائها، فإن أعظمهم إبراهيم، رائد

اسم الکتاب : مقاصد السور المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 193
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست