قد تواجهنا صعوبة في الإجابة عن هذا السؤال، ولكن يمكن القول: أن
مطلع السورة يقسم الناس إلى مؤمن، وكافر، ومنافق .. مما يفهم أن القرآن ذو نظرة
واقعية متفاوتة، إذ لا يعترف بالتقسيمات المتعارفة بين الناس، كالتقسيمات العرقية
والطائفية واللغوية وغير ذلك. فالدين الإسلامي يميز الناس حسب مواقفهم وأعمالهم
ونوع اعتقادهم (الآيات: 1- 20).
ومن هذا المنطلق تسرد السورة قصة بني إسرائيل الغارقين في العنصرية
والتهرب من المسؤولية الملقاة عليهم كسائر البشر.
وذكرت هذه السورة المفصلة كلمة تعبر بوضوح عن الخط العام لموضوعاتها،
وهي كلمة صِبْغَةَ في قوله سبحانه
صِبْغَةَ اللَّهِ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَ نَحْنُ لَهُ
عَابِدُونَ [البقرة: 138] كإشارة عريضة إلى تحديد الصبغة
الإيمانية في كافة أنشطة المؤمنين.