الآيات: (1- 7) من سورة الحج تصور لنا أهوال الساعة بهدف بث روح
التقوى من الله تعالى، بعد أن يهز سياقها الأول ضمير الإنسان هزاً عنيفاً بتصوير
اللحظات الحرجة لوقوع الساعة.
ولعل التقوى من الأهداف التي تحققها كل السور القرآنية، إلا أن
انعكاساتها على الحياة تختلف، وقد سبق الحديث لدى دراسة الإطار العام لسورة البقرة
أن آياتها تهدف بيان صبغة الله التي جعلها للأمة المسلمة، والتي تتجسد في التقوى،
وتكاد تكون سورة الحج تأكيداً على تلك الصبغة، حيث أنها تبدأ بأمر الناس بالتقوى،
وتذكرنا بمناسك الحج، وواجبات الجهاد، وتنتهي ببيان خصائص الأمة الإسلامية.
ولكن هذه السورة التي اختلف المفسرون في أنها نزلت بمكة أو المدينة،
أو فيهما معاً، تتميز عن سورة البقرة- فيما يبدو لي- في أنها شفاء للقلب من أمراض
الغفلة والجدل والجهل والنفاق، وهي تعالج أيضاً الأعذار التي يلجأ إليها الإنسان
هرباً من المسؤولية؛ مثل التظني والتمني، والاتكال على عبادة الأوثان، والخوف من
الطغاة، والخشية من الهزيمة أمام قوتهم.