responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 88  صفحة : 34

" أن تقع " أي من أن تقع أو كراهة أن تقع بأن خلقها على صورة متداعية إلى الاستمساك " إلا باذنه " أي بمشيته وذلك في القيامة " لرؤف رحيم " حيث هيأ لهم أسباب الاستدلال وفتح عليهم أبواب المنافع، ودفع عنهم أنواع المضار.
ثم إنه عليه السلام لما عدد أصول نعمه الجسام، وحمده على ما خص عباده به من الانعام، شرع في السؤال فابتدأ بأهم المطالب وهو الرحمة والمغفرة والعصمة عن الخطايا، وأن لا يخلينا في حال من أحوالنا في الدنيا والآخرة من رحمته.
وفي الفقيه " واعممنا بمغفرتك إنك أنت العلي الكبير " أي اغفر لنا جميعا أو جميع خطايانا أو الأعم " وامددنا " على بناء الافعال أو بضم الدال على المجرد أي قونا وأيدنا، قال الجوهري: أمددت الجيش بمدد، قال أبو زيد مددنا القوم أي صرنا مددا لهم، وأمددناهم بغيرنا وأمددناهم بفاكهة، والمادة الزيادة المتصلة.
ثم استأنف عليه السلام الحمد على وجه آخر ليصير سببا لمزيد معرفتهم به سبحانه وبنعمه فتؤثر فيهم مواعظه، فقال: " والحمد لله لا مقنوطا من رحمته " لا مقنوطا حال عن الجلالة ومن رحمته قائم مقام الفاعل لقوله مقنوطا كممرور به أي أحمده حال كونه لسعة رحمته ووفور نعمته بحيث لا ينبغي أن يقنط من رحمته أحد، وكذا ساير الفقرات.
والروح الرحمة قال تعالى نقلا عن يعقوب " ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون " [1] وقوله: " ولا مستنكفا " في بعض النسخ بفتح الكاف على سياق ساير الفقرات، وفي أكثرها بكسر الكاف فالمعنى أنه سبحانه مع غاية علوه ورفعته واستغنائه لم يستنكف عن أن يعبده العباد، ويدعوه لصغير حوائجهم وكبيرها، وسمى دعاءه عبادة وتركه استكبارا.


[١] يوسف: ٨٧.

اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 88  صفحة : 34
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست