responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 74  صفحة : 418

40 - الإرشاد: [1] ومن كلام أمير المؤمنين عليه السلام في الحكمة والموعظة:
قوله: خذوا رحمكم الله من ممركم لمقركم، ولا تهتكوا أستاركم عند من لا يخفى عليه أسراركم، وأخرجوا من الدنيا قلوبكم قبل أن يخرج منها أبدانكم فللآخرة خلقتم، وفي الدنيا حبستم. أن المرء إذا هلك قالت الملائكة: ما قدم، وقال الناس ما خلف. فلله آباؤكم قدموا بعضا يكن لكم، ولا تخلفوا كلا فيكن عليكم فإنما مثل الدنيا مثل السم يأكله من لا يعرفه.
ومن ذلك قوله عليه السلام لا حياة إلا بالدين، ولا موت إلا بجحود اليقين، فاشربوا من العذب الفرات ينبهكم من نومة السبات، وإياكم والسمائم المهلكات.
ومن ذلك قوله عليه السلام الدنيا دار صدق لمن عرفها، ومضمار الخلاص لمن تزود منها، في مهبط وحي الله تعالى، ومتجر أوليائه. اتجروا تربحوا الجنة.
ومن ذلك قوله عليه السلام لرجل سمعه يذم الدنيا من غير معرفة لما يجب أن يقول في معناها: الدنيا دار صدق لمن صدقها، ودار عافية لمن فهم عنها، دار غنى لمن تزود منها، مسجد أنبياء الله، ومهبط وحيه، ومصلى ملائكته، ومتجر أوليائه اكتسبوا فيها الرحمة، وربحوا فيها الجنة. فمن ذا يذمها وقد آذنت ببينها، ونادت بفراقها، ونعت نفسها فشوقت بسرورها إلى السرور، وحذرت ببلائها إلى البلاء تخويفا وتحذيرا وترغيبا وترهيبا. فيا أيها الذام للدنيا! والمغتر بتغريرها متى غرتك؟ أبمصارع آبائك من البلى؟ أم بمضاجع أمهاتك تحت الثرى؟ كم عللت بكفيك، ومرضت بيديك؟ تبتغي لهم الشفاء، وتستوصف لهم الأطباء، وتلتمس لهم الدواء، لم تنفعهم بطلبتك، ولم تشفعهم بشفاعتك، قد مثلت لك الدنيا بهم مصرعك ومضجعك، حيث لا ينفعك بكاؤك، ولا تغني عنك أحباؤك.
ومن ذلك قوله عليه السلام: أيها الناس خذوا عني خمسا فوالله لو رحلتم المطي فيها لانضيتموها [2] قبل أن تجدوا مثلها لا يرجون أحد إلا ربه، ولا يخافن إلا ذنبه


[1] ارشاد المفيد ص 140.
[2] أنضيتم الظهر أي أهزلتموه.

اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 74  صفحة : 418
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست