responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 74  صفحة : 410

37 - موعظته عليه السلام ووصفه المقصرين [1]:
لا تكن ممن يرجو الآخرة بغير عمل ويرجو التوبة [1] بطول الامل، يقول في الدنيا قول الزاهدين ويعمل فيها عمل الراغبين، إن أعطي منها لم يشبع وإن منع لم يقنع، يعجز عن شكر ما أوتي ويبتغي الزيادة فيما بقي، ينهى الناس ولا ينتهي و يأمر الناس ما لا يأتي، يحب الصالحين ولا يعمل بأعمالهم، ويبغض المسيئين وهو منهم ويكره الموت لكثرة سيئاته ولا يدعها في حياته، يقول: كم أعمل فأتعني [2] ألا أجلس فأتمنى، فهو يتمنى المغفرة ويدأب في المعصية [3].
وقد عمر ما يتذكر فيه من تذكر، يقول فيما ذهب: لو كنت عملت ونصبت لكان خيرا لي ويضيعه غير مكترث لاهيا [4] إن سقم ندم على التفريط في العمل. وإن صح أمن مغترا. يؤخر العمل، تعجبه نفسه ما عوفي [5] ويقنط إذا ابتلي، تغلبه نفسه على ما يظن ولا يغلبها على ما يستيقن [6] لا يقنع من الرزق بما قسم له ولا يثق منه بما قد ضمن له، ولا يعمل بما فرض عليه.
فهو من نفسه في شك، إن استغنى بطر وفتن [7] وإن افتقر قنط ووهن، فهو


[١] التحف ص ١٥٧.
[١] وفى النهج " ويرجئ التوبة " أي يؤخر التوبة.
[٢] في بعض النسخ " لم اعمل ". وأتعنى: أتعب نفسي من العناء أي ألقيت نفسي في التعب والمشقة.
[٣] يدأب: يستمر ويجد في المعصية.
[٤] نصبت: اجتهدت وأتعبت فيه. و " غير مكترث لاهيا " أي لا يعبأ به ولا يباليه.
[٥] أي ما دام في العافية.
[٦] يعمل بالظن في اعمال الدنيا ولا يعمل للآخرة باليقين. وهو على يقين من أن السعادة والشرف في الفضيلة والزهد في الدنيا ولا يكتسبهما ولكن إذا ظن وتوهم لذة حاضرة وشهوة عاجلة بادر إليها.
[7] بطر أي اغتر بالنعمة ففتن.

اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 74  صفحة : 410
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست