responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 71  صفحة : 209

" وسيرت الجبال فكانت سرابا " انتهى [1]، وقد يقال: المراد بالكذاب هنا من يكذب على الله ورسوله بالفتاوى الباطلة، ويمكن أن يكون إشارة إلى قوله تعالى " والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة " الخ.
وقوله عليه السلام " يقرب " استيناف لبيان وجه الشبه، والمستتر فيه راجع إلى الكذاب، والمعنى أنه بكذبه يقرب إليك البعيد عن الحق والواقع أو عن العقل وكذا العكس " فإنه بائعك " على صيغة اسم الفاعل أو فعل ماض من المبايعة بمعنى البيعة، والأول أظهر والأكلة إما بالفتح أي بأكلة واحدة أو بالضم أي لقمة قال الجوهري أكلت الطعام أكلا ومأكلا والأكلة المرة الواحدة حتى تشبع، والأكلة بالضم اللقمة تقول أكلت أكلة واحدة أي لقمة، وهي القرصة أيضا وهذا الشئ أكلة لك أي طعمة انتهى وقد يقرأ بأكله بالإضافة إلى الضمير الراجع إلى الفاسق كناية عن مال الدنيا، فقوله " وأقل من ذلك " الصيت والذكر عند الناس، وهو بعيد والأول أصوب كما روي في النهج [2] عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال لابنه الحسن " يا بني إياك ومصادقة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك، وإياك ومصادقة البخيل فإنه يقعد عنك أحوج ما تكون إليه، وإياك ومصادقة الفاجر فإنه يبيعك بالتافه، وإياك ومصادقة الكذاب فإنه كالسراب يقرب عليك البعيد، ويبعد عنك القريب ".
والتافه اليسير الحقير، وذلك لأنه لا يخاف الله، ويسهل عليه خلاف الديانة فلا يحفظ حق المصادقة " فإنه يخذلك في ماله " أي يترك نصرتك بسبب ماله " أحوج ما تكون إليه " قيل أحوج منصوب بنيابة ظرف الزمان لإضافته إلى المصدر، لكون ما مصدرية وكما أن المصدر يكون نائبا لظرف الزمان مثل رأيته قدوم الحاج كذلك يكون المضاف إليه أيضا نائبا، وتكون تامة ونسبة الحاجة إلى المصدر مجاز والمقصود نسبته إلى الفاعل، وإليه متعلق بالأحوج، والضمير راجع إلى البخيل أو إلى ماله، وقيل أحوج منصوب على الحال من الكاف " في ثلاث مواضع " كذا في أكثر النسخ


[1] المفردات ص 229، والآيتان في النور: 39، النبأ: 20.
[2] مر تحت الرقم 35، فراجع.

اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 71  صفحة : 209
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست