responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 67  صفحة : 47

3 - الكافي: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما من مؤمن إلا ولقلبه أذنان في جوفه: اذن ينفث فيها الوسواس الخناس، واذن ينفث فيها الملك، فيؤيد الله المؤمن بالملك، وذلك قوله: " وأيدهم بروح منه " [1].
بيان: " في جوفه " تأكيد لئلا يتوهم أن المراد بهما الأذنان اللتان في الرأس، لان لهما أيضا طريقا إلى القلب، وقال البيضاوي: " من شر الوسواس " أي الوسوسة كالزلزال بمعنى الزلزلة، وأما المصدر فبالكسر كالزلزال، والمراد به الموسوس سمي به مبالغة " الخناس " الذي عادته أن يخنس أي يتأخر إذا ذكر الانسان ربه " الذي يوسوس في صدور الناس " إذا غفلوا عن ذكر ربهم، وذلك كالقوة الوهمية، فإنها تساعد العقل في المقدمات، فإذا آل الامر إلى النتيجة خنست وأخذت توسوسه وتشككه " من الجنة والناس " بيان للوسواس أو للذي أو متعلق بيوسوس أي يوسوس في صدروهم من جهة الجنة والناس، وقيل: بيان للناس، على أن المراد به ما يعم القبيلين، وفيه تعسف، إلا أن يراد به الناسي كقوله: " يوم يدع الداع " [2] فان نسيان حق الله يعم الثقلين [3].
وقال الطبرسي قدس سره: فيه أقوال: أحدها أن معناه من شر الوسوسة الواقعة من الجنة، والوسواس حديث النفس بما هو كالصوت الخفي، وأصله الصوت الخفي، والوسوسة كالهمهمة، ومنه قولهم: فلان موسوس إذا غلب عليه ما يعتريه من المرة، يقال: وسوس يوسوس وسواسا ووسوسة وتوسوس، والخنوس الاختفاء بعد الظهور خنس يخنس.
وثانيها أن معناه من شر ذي الوسواس، وهو الشيطان كما جاء في الأثر أنه يوسوس فإذا ذكر ربه خنس، ثم وصفه الله تعالى بقوله: " الذي يوسوس في


[١] الكافي ج ٢ ص ٢٦٧، والآية في المجادلة ٢٢.
[٢] القمر: ٦.
[3] انتهى كلام البيضاوي.

اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 67  صفحة : 47
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست