responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 67  صفحة : 42

ذكر الله " [1] وفي الحديث إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم، فإذا ذكر الله خنس، وإن نسي الله التقم قلبه.
وكما أن الشهوات ممتزجة بلحم الآدمي ودمه، فسلطنة الشيطان أيضا سارية في لحمه ودمه، ومحيطة بالقلب من جوانبه، ولذا قال صلى الله عليه وآله: إن الشيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدم، فضيقوا مجاريه بالجوع، وذلك لان الجوع يكسر الشهوة، ومجرى الشيطان الشهوات، ولأجل اكتناف الشهوات للقلب من جوانبه قال الله تعالى إخبارا عن إبليس: " لأقعدن لهم صراطك المستقيم * ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم " [2].
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الشيطان قعد لابن آدم في طرقه، فقعد له بطريق الاسلام، فقال له: أتسلم وتترك دينك ودين آبائك؟ فعصاه فأسلم، ثم قعد له بطريق الهجرة فقال: أتهاجر وتدع أرضك ونساءك؟ فعصاه فهاجر، ثم قعد له بطريق الجهاد، فقال: أتجاهد وهو تلف النفس والمال؟ فتقاتل فتقتل فتنكح نساؤك وتقسم مالك؟ فعصاه فجاهد، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: فمن فعل ذلك فمات كان حقا على الله أن يدخله الجنة، فقد ذكر صلى الله عليه وآله معنى الوسوسة، فاذن الوسواس معلوم بالمشاهدة.
وكل خاطر فله سبب، ويفتقر إلى اسم تعرفه، فاسم سببه الشيطان، ولا يتصور أن ينفك عنه آدمي، وإنما يختلفون بعصيانه ومتابعته، ولذا قال صلى الله عليه وآله:
مامن أحد إلا وله شيطان.
وقد اتضح بهذا النوع من الاستبصار معنى الوسوسة والالهام، والملك والشيطان، والتوفيق والخذلان، فبعد هذا نظر من ينظر في ذات الشيطان وأنه جسم لطيف أو ليس بجسم، وإن كان جسما فكيف يدخل في بدن الانسان ما هو جسم؟ فهذا الآن غير محتاج إليه في علم المعاملة، بل مثال الباحث عن هذا كمثال


[١] المجادلة: ١٩.
[٢] الأعراف: ١٦ و 17.

اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 67  صفحة : 42
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست