responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 67  صفحة : 38

خاطر النفس، وهذا خاطر القلب، وليس يدري الناظر اختلاف معاني هذه الأسماء.
وحيث ورد في الكتاب والسنة لفظ القلب، فالمراد به المعنى الذي يفقه من الانسان ويعرف حقيقة الأشياء وقد يكنى عنه بالقلب الذي في الصدر لان بين تلك اللطيفة وبين جسم القلب علاقة خاصة، فإنها وإن كانت متعلقة بسائر البدن ومستعملة له ولكنها تتعلق به بواسطة القلب، فتعلقها الأول بالقلب فكأنه محلها ومملكتها وعالمها ومطيتها، ولذا شبه القلب بالعرش، والصدر بالكرسي.
ثم قال في بيان تسلط الشيطان على القلب: اعلم أن القلب مثال قبة لها أبواب تنصب إليها الأحوال من كل باب ومثاله أيضا مثال هدف تنصب إليه السهام من الجوانب أو هو مثال مرآة منصوبة يجتاز عليها أنواع الصور المختلفة، فيتراءى فيها صورة بعد صورة، ولا يخلو عنها، أو مثال حوض ينصب إليه مياه مختلفة من أنهار مفتوحة إليه، وإنما مداخل هذه الآثار المتجددة في القلب في كل حال اما من الظاهر، فالحواس الخمس، وإما من الباطن فالخيال والشهوة والغضب والأخلاق المركبة في مزاج الانسان، فإنه إذا أدرك بالحواس شيئا حصل منه أثر في القلب، وإن كف عن الاحساس والخيالات الحاصلة في النفس، تبقى وينتقل الخيال من شئ إلى شئ، وبحسب انتقال الخيال ينتقل القلب من حال إلى حال.
والمقصود أن القلب في التقلب والتأثر دائما من هذه الآثار وأخص الآثار الحاصلة في القلب هي الخواطر، وأعني بالخواطر ما يعرض فيه من الأفكار والأذكار وأعني به إدراكاته علوما إما على سبيل التجدد، وإما على سبيل التذكر، فإنها تسمى خواطر من حيث إنها تخطر بعد أن كان القلب غافلا عنها، والخواطر هي المحركات للإرادات، فان النية والعزم والإرادة إنما تكون بعد خطور المنوي بالبال، لا محالة، فمبدأ الافعال الخواطر ثم الخاطر يحرك الرغبة، والرغبة تحرك العزم، ويحرك العزم النية والنية تحرك الأعضاء.
والخواطر المحركة للرغبة تنقسم إلى ما يدعو إلى الشر أعني ما يضر في العاقبة، وإلى ما يدعو إلى الخير أعني ما ينفع في الآخرة، فهما خاطران مختلفان

اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 67  صفحة : 38
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست