responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 67  صفحة : 339

قال بعض أهل المعرفة: إن أمثال هذه الآيات تدل على أن العالم كله في مقام الشهود والعبادة إلا كل مخلوق له قوة التفكر، وليس إلا النفوس الناطقة الانسانية والحيوانية خاصة من حيث أعيان أنفسهم لا من حيث هياكلهم فان هياكلهم كسائر العالم في التسبيح له والسجود، فأعضاء البدن كلها مسبحة ناطقة ألا تراها تشهد على النفوس المسخرة لها يوم القيامة من الجلود والأيدي والأرجل، والألسنة، والسمع والبصر، وجميع القوى فالحكم لله العلي الكبير.
" إنما هو إله واحد " [1] أكد العدد في الموضعين دلالة على العناية به فإنك لو قلت إنما هو إله لخيل أنك أثبت الإلهية لا الوحدانية " فإياي فارهبون " كأنه قيل وأنا هو فإياي فارهبون لا غير " وله ما في السماوات والأرض " خلقا وملكا " وله الدين " أي الطاعة " واصبا " قيل أي لازما وروى العياشي عن الصادق عليه السلام قال: واجبا [2] " أفغير الله تتقون " ولا ضار سواه كما لا نافع غيره كما قال: " وما بكم من نعمة فمن الله " [3].
" حصيرا " [4] أي محبسا لا يقدرون على الخروج منها أبدا " للتي هي أقوم " أي للطريقة التي هي أقوم الطرق، وأشد استقامة، وفي الكافي عن الصادق عليه السلام أي يدعو وعنه عليه السلام يهدي إلى الامام [5] وروى العياشي عن الباقر عليه السلام يهدي إلى الولاية [6] " وأن الذين " أي يبشر المؤمنين ببشارتين ثوابهم وعقاب أعدائهم.
" وما أرسلناك عليهم وكيلا " [7] أي موكولا إليك أمرهم، تجبرهم على


[١] النحل: ٥١.
[٢] تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٦٢.
[٣] النحل: ٥٣.
[٤] أسرى: ٨ - ١٠.
[٥] الكافي ج ١ ص ٢١٦.
[٦] تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٨٣.
[7] أسرى: 54 - 57.

اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 67  صفحة : 339
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست