responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 67  صفحة : 295

والتقوى ما ينفجر من عين المعرفة بالله، يحتاج إليه كل فن من العلم، وهو لا يحتاج إلا إلى تصحيح المعرفة، بالخمود تحت هيبة الله وسلطانه، ومزيد التقوى يكون من أصل اطلاع الله عز وجل على سر العبد بلطفه.
فهذا أصل كل حق وأما الباطل فهو ما يقطعك عن الله متفق عليه أيضا عند كل فريق، فأجتنب عنه، وأفرد سرك لله تعالى بلا علاقة قال النبي صلى الله عليه وآله:
أصدق كلمة قالتها العرب كلمة لبيد:
ألا كل شئ ما خلا الله باطل * وكل نعيم لا محالة زائل فالزم ما أجمع عليه أهل الصفا والتقى، من أصول الدين وحقائق اليقين والرضا والتسليم، ولا تدخل في اختلاف الخلق ومقالاتهم، فتصعب عليك، وقد اجتمعت الأمة المختارة بأن الله واحد ليس كمثله شئ، وأنه عدل في حكمه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، ولا يقال له في شئ من صنعه: لم؟ ولا كان ولا يكون شئ إلا بمشيته، وأنه قادر على ما يشاء، صادق في وعده ووعيده، وأن القرآن كلامه وأنه مخلوق، وأنه كان قبل الكون والمكان والزمان، وأن إحداث الكون والفناء عنده سواء، ما ازداد بإحداثه علما ولا ينقص بفنائه ملكه، عز سلطانه وجل سبحانه.
فمن أورد عليه ما ينقض هذا الأصل فلا تقبله، وجرد باطنك لذلك ترى بركاته عن قريب، وتفوز مع الفائزين [1].
41 - مصباح الشريعة: قال الصادق عليه السلام: التقوى على ثلاثة أوجه: تقوى الله في الله وهو ترك الحلال فضلا عن الشبهة وهو تقوى خاص الخاص، وتقوى من الله وهو ترك الشبهات فضلا عن حرام، وهو تقوى الخاص، وتقوى من خوف النار والعقاب وهو ترك الحرام وهو تقوى العام، ومثل التقوى كماء يجري في نهر ومثل هذه الطبقات الثلاث في معنى التقوى كأشجار مغروسة على حافة ذلك النهر، من كل لون وجنس وكل شجرة منها يستمص الماء من ذلك النهر، على قدر جوهره وطعمه


[١] مصباح الشريعة ص ٤٤ و 45.

اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 67  صفحة : 295
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست