responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 67  صفحة : 161

على غير قياس كمشابه وملامح جمع شبه ولمحة.
وقال بعض المحققين: هذا التنوير الذي أشير به في الحديث إنما يحصل بزيادة الايمان وشدة اليقين فإنهما ينتهيان بصاحبهما إلى أن يطلع على حقائق الأشياء محسوساتها ومعقولاتها، فتنكشف له حجبها وأستارها، فيعرفها بعين اليقين على ما هي عليه، من غير وصمة ريب أو شائبة شك، فيطمئن لها قلبه، ويستريح بها روحه، وهذه هي الحكمة الحقيقية التي من أوتيها فقد أوتي خيرا كثيرا وإليه أشار أمير المؤمنين عليه السلام بقوله: " هجم بهم العلم على حقائق الأمور، وباشروا روح اليقين، واستلانوا ما استوعره المترفون، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون وصحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالملاء الاعلى " [1].
أراد عليه السلام بما استوعره المترفون يعني المتنعمون رفض الشهوات البدنية وقطع التعلقات الدنيوية وملازمة الصمت والسهر والجوع والمراقبة والاحتراز عما لا يعني ونحو ذلك، وإنما يتيسر ذلك بالتجافي عن دار الغرور، والترقي إلى عالم النور، والانس بالله، والوحشة عما سواه، وصيرورة الهموم جميعا هما واحدا، وذلك لان القلب مستعد لان يتجلى فيه حقيقة الحق في الأشياء كلها من اللوح المحفوظ الذي هو منقوش بجميع ما قضى الله تعالى به إلى يوم القيامة وإنما حيل بينه وبينها حجب كنقصان في جوهره أو كدورة تراكمت عليه من كثرة الشهوات، أو عدول به عن جهة الحقيقة المطلوبة، أو اعتقاد سبق إليه ورسخ فيه على سبيل التقليد، والقبول بحسن الظن، أو جهل بالجهة التي منها يقع العثور على المطلوب وإلى بعض هذه الحجب أشير في الحديث النبوي لولا أن الشياطين يحومون على قلوب بني آدم لنظروا إلى ملكوت السماء.
18 - تفسير الإمام العسكري: قوله عز وجل: " ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد


[١] راجع نهج البلاغة تحت الرقم ١٤٧ من الحكم، تحف العقول ص ١٦٤، ولا يذهب عليك أن كلامه عليه السلام هذا في صفات حجج الله عز وجل وصدره: اللهم بلى لا يخلو الأرض من قائم لله بحجة اما ظاهرا مشهورا أو خائفا مغمورا الخ.

اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 67  صفحة : 161
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست