responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 67  صفحة : 145

قدره الله للانسان لا يحتاج في وصوله إلى حرص، بل يأتيه بأدنى سعي أمر الله به ولا يرد هذا الرزق كراهة كاره لرزق نفسه لقلته أو للزهد أو كاره لرزق غيره حسدا ويؤكد الأول " ولو أن أحدكم " الخ.
وهذا يدل على أن الرزق مقدر من الله تعالى ويصل إلى العبد البتة وفيه مقامان:
الأول: أن الرزق هل يشمل الحرام أم لا؟ فالمشهور بين الامامية والمعتزلة الثاني، وبين الأشاعرة الأول.
قال الرازي في تفسير قوله تعالى: " ومما رزقناهم ينفقون " [1] الرزق في كلام العرب الحظ، وقال بعضهم: كل شئ يؤكل أو يستعمل، وقال آخرون الرزق هو ما يملك، وأما في عرف الشرع فقد اختلفوا فيه، فقال أبو الحسن البصري الرزق هو تمكين الحيوان من الانتفاع بالشئ، والحظر على غيره أن يمنعه من الانتفاع به، فإذا قلنا رزقنا الله الأموال فمعنى ذلك أنه مكننا من الانتفاع بها والمعتزلة لما فسروا الرزق بذلك لا جرم قالوا: الحرام لا يكون رزقا، وقال أصحابنا: قد يكون رزقا.
حجة الأصحاب من وجهين الأول: أن الرزق في أصل اللغة هو الحظ والنصيب على ما بيناه، فمن انتفع بالحرام فذلك الحرام صار حظا ونصيبا له فوجب أن يكون رزقا له، الثاني أنه تعالى قال: " وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها " [2] وقد يعيش الرجل طول عمره لا يأكل إلا من السرقة، فوجب أن يقال: إنه طول عمره لم يأكل من رزقه شيئا.
وأما المعتزلة فقد احتجوا بالكتاب والسنة والمعنى، أما الكتاب فوجوه أحدها قوله تعالى: " ومما رزقناهم ينفقون " مدحهم على الانفاق مما رزقهم الله تعالى فلو كان الحرام رزقا لوجب أن يستحقوا المدح إذا أنفقوا من الحرام، وذلك


[١] البقرة: ٣.
[٢] هود: ٦.

اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 67  صفحة : 145
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست