responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 67  صفحة : 129

أربعمائة رجل، فكان يسلم عليهم بالغداة والعشي فأتاهم ذات يوم فمنهم من يخصف نعله، ومنهم من يرقع ثوبه، ومنهم من يتفلى [1] وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يرزقهم مدا مدا من تمر في كل يوم.
فقام رجل منهم فقال: يا رسول الله التمر الذي ترزقنا قد أحرق بطوننا فقال رسول الله: أما إني لو استطعت أن أطعمكم الدنيا لأطعمتكم، ولكن من عاش منكم من بعدي يغدى عليه بالجفان ويراح عليه بالجفان، ويغدو أحدكم في قميصة و يروح في أخرى، وتنجدون بيوتكم كما تنجد الكعبة [2] فقام رجل فقال: يا رسول الله أنا إلى ذلك الزمان بالأشواق فمتى هو؟ قال صلى الله عليه وآله: زمانكم هذا خير من ذلك الزمان، إنكم إن ملأتم بطونكم من الحلال، توشكون أن تملأوها من الحرام.
فقام سعد بن أشج فقال: يا رسول الله ما يفعل بنا بعد الموت؟ قال الحساب والقبر، ثم ضيقه بعد ذلك أو سعته، فقال: يا رسول الله هل تخاف أنت ذلك؟
فقال: لا ولكن أستحيي من النعم المتظاهرة التي لا أجازيها ولا جزءا من سبعة، فقال سعد بن أشج إني اشهد الله واشهد رسوله ومن حضرني أن نوم الليل علي حرام [والاكل بالنهار علي حرام، ولباس الليل علي حرام، ومخالطة الناس علي حرام وإتيان النساء علي حرام] [3] فقال رسول الله: يا سعد لم تصنع شيئا كيف تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، إذا لم تخالط الناس، وسكون البرية بعد الحضر كفر للنعمة. نم بالليل، وكل بالنهار، والبس ما لم يكن ذهبا أو حريرا أو معصفرا، وآت النساء.
يا سعد اذهب إلى بني المصطلق فإنهم قد ردوا رسولي فذهب إليهم فجاء بصدقة فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: كيف رأيتهم؟ قال: خير قوم ما رأيت قوما قط أحسن أخلاقا فيما بينهم من قوم بعثتني إليهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنه لا ينبغي لأولياء الله تعالى من أهل دار الخلود الذين كان لها سعيهم وفيها رغبتهم أن يكونوا أولياء


[1] تفلى: أي نقى رأسه وثيابه من القمل ونحوه.
[2] نجد البيت - من باب التفعيل - زينه وعبارة اللسان: نجدت البيت: بسطته بثياب موشبة.
[3] زيادة من المصدر.

اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 67  صفحة : 129
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست