responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 35  صفحة : 325

تذنيب : قال الطبرسي ; : اختلف في المراد [١] على وجوه : أحدها أن معناه لما وصف ابن مريم شبيها في العذاب بالآلهة ـ أي فيما قالوه وعلى زعمهم ـ وذلك أنه لما نزل قوله : « إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم [٢] » قال المشركون : قد رضينا أن تكون آلهتنا حيث يكون عيسى ، وذلك قوله : « إذا قومك منه يصدون » أي يضجون ضجيج المجادلة حيث خاصموك وهو قوله : « وقالواءآلهتنا خير أم هو » أي ليست آلهتنا خيرا من عيسى ، فإن كان عيسى في النار بأنه يعبد من دون الله فكذلك آلهتنا. عن ابن عباس ومقاتل.

وثانيها أن معناه : لما ضرب الله المسيح مثلا بآدم في قوله : « إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب [٢] » أي من قدر على أن ينشئ آدم من غير أب وام قادر على إنشاء المسيح من غير أب ، اعترض على النبي 9 بذلك قوم من كفار قريش فنزلت هذه الآية.

وثالثها أن معناه : أن النبي 9 لما مدح المسيح وامه وأنه كآدم في الخاصية قالوا : إن محمدا يريد أن نعبده كما عبدت النصارى المسيح ، عن قتادة. ورابعها ما رواه سادة أهل البيت عن علي 7 ، ثم ذكر نحوا من الاخبار السابقة [٤].

أقول : لا يخفى أن ماروي في أخبار الخاصة والعامة بطرق متعددة أو ثق من المحتملات الغير المستندة إلى خبر ، مع أن ما ذكرنا أشد انطباقا على مجموع الآية مما ذكروه.

ثم اعلم أنها تدل على فضل جليل لا يشبه شيئا من الفضائل ، وتدل على أن النبي 9 مع كثرة ما مدحه وصدع [٥] بفضائله صلوات الله عليه أخفى كثيرا منها خوفا


[١]في المصدر : في المراد به.
[٢]الانبياء : ٩٨.
[٣]آل عمران : ٥٩.
[٤]مجمع البيان : ٩ : ٥٢ و ٥٣.
[٥]صدع الامر : كشفه وبينه.
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 35  صفحة : 325
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست