responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 28  صفحة : 35

كثير من صحابة نبيهم ، وهلاك أكثر أمته واختلال أموره بعد وفاته ، وهل يرد ذلك من المسلمين إلا من هو شاك في قول الله وقول نبيه ، أو مكابر للعيان ، وكيف يلام أو يذم من صدق الله ورسوله في ذم بعض أصحابه وأكثر امته


حتى يشهروا ويخذلوا ، فنحكم على أعيانهم بالكفر والفسق وعلى سائر المسلمين بالايمان والعدالة الاخلاص ، واذا كان الامر مشتبها ، فكلما سمينا أحدا من صحابة الرسول ص وأردنا أن نأخذ منه دينه وسمته ونتبعه في سيرته وسنته ونحتج بحديثه عن الرسول الامين ص جوز ـ العقل كونه منافقا ، فلا يصح للعاقل المحتاط لدينه أن يأخذ منه ويتبعه ويصدقه فيما يحدث عن الرسول الاعظم ، الا أن يكون الله ورسوله ص قد عرفه ونص عليه بالايمان والاخلاص والطهارة ، ولسنا نعرف بذلك الا اهل بيت النبى ص النازل فيهم آية التطهير وآية الولاية المصرح باخلاصهم وحسن طويتهم سورة الدهر وساير الايات الكريمة النازلة فيهم وهى أكثر من أن تحصى ، لا مجال للمقام لسردها والبحث عنها.

وان قلت : لم لم يعرف الله ورسوله المنافقين الخائنين ، ليحذرهم المؤمنون بعده؟ قلت : للقوم آراء ووجوه في ذلك يطلب من مظانه ، وعندى أن رسول الله ص على علم وعمد لم يعرف المنافقين من اصحابه لينفذ بذلك ارادة الله عزوجل من بلوى الامة واختبارهم بعده ، فان اخبار الله عزوجل وهكذا رسوله الامين الصادق بأن في اصحابه وامته منافقيه ظاهرين يخادعون الله ورسوله ، من دون تعريف بهم ، وفى قبال ذلك نص القرآن الكريم بآية التطهير بالنسبة إلى أهلبيته مضافا إلى سائر ما ورد فيهم من آيات الله البينات وتصديق ايمانهم واخلاص طويتهم في سورة الدهر ، وهكذا هتاف الرسول بين الامة الاسلامية بأنه من كنت مولاه فهذا على مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وغير ذلك من النصوص.

ففى ذلك بلوى واختبار عظيم بالنسبة إلى المؤمنين ، فمن كان يرجو الله واليوم الاخر و ينصح لنفسه ، لا يقتدى بأصحابه الا بمن شهد الله ورسوله بحقيقة ايمانه وحسن طويته وعلمه و فهمه وقضائه وهم أهل بيته الذين طهرهم الله من كل رجس واوجب ولايتهم ، ومن كان يرجو الحياة الدنيا وزينتها وزخرفها لا يقتدى بمن قدمه الله وانما يقتدى بمن لا يؤمن فيه النفاق ويخاف عليه سوء النية في متابعة الرسول طمعا في حطام الدنيا ، فليقتدوا بمن شاؤا ليميز الله الخبيث من

اسم الکتاب : بحار الأنوار - ط دارالاحیاء التراث المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 28  صفحة : 35
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست