responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة النور) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 26

ثانيًا: إن التناغم بين أي شخصين من جنس واحد أو من جنسين ليس فقط بسبب بعض الصفات الظاهرة، مثل الجاذبية الجنسية أو الجمال الظاهر، بل إنه يغور في الأعماق، حيث إنه متصل بالصفات النفسية والعادات السلوكية.

وهكذا فإن الزاني الذي تردى إلى حضيض الشهوة الرخيصة، بعيدًا عن جمال الروح وجاذبية السلوك، إنه يفتش عن شريكة مشابهة له. وهكذا لا يجد مثل ذلك إلا زانية أو مشركة.

وقد قال ربنا سبحانه وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ‌ [1].

وقال تعالى الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ‌ [2].

وقد قالت العرب: إن الطيور على أشكالها تقع.

ثالثًا: إن الرغبات النفسية انعكاس لطبيعة الناس، كما أن السلوك تعبير عن نمط التفكير ونمط الشخصية، وقد قال ربنا سبحانه قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا [3].

ومن هنا، فمن وجد في نفسه رغبة إلى الشذوذ عن السبيل اللاحب، فعليه ليس فقط كبح جماح نفسه، وإنما السعي جاهدًا


[1] سورة الأنفال، آية: 73.

[2] سورة النور، آية: 26.

[3] سورة الإسراء، آية: 84.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة النور) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 26
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست