responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة النور) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 212

ثم إن المنافق يبقى أبدًا في صراع مع ضميره، ويحاول أبدًا خداع الناس، كما يحاول دائمًا حبك أكاذيب من أجل ذلك، وهو في هلع دائم وتوتر مستمر. فهل هذه حياة؟ فأين سكينة الإيمان، وأين راحة الضمير؟.

وهذا التوتر يؤثر شيئًا فشيئًا في جسده ويحوله إلى مريض جسدي أيضًا. وهكذا يكون قد خسر الدنيا والآخرة.

يقول ربنا سبحانه فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمْ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ‌ [1].

ويقول سبحانه ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ‌ [2].

ثانيًا: هناك من لا يعاني فعلًا من مرض النفاق ولكنه ضعيف الإيمان، فإذا واجه ظرفًا صعبًا فقد إيمانه وطفق يشك في مبادئه وطفق يتهاوى إلى درك النفاق.

وقد قال الإمام الحسين عليه السلام وهو يصف مثل هؤلاء الناس‌

: (إِنَّ النَّاسَ عَبِيدُ الدُّنْيَا وَالدِّينُ لَعْقٌ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ يَحُوطُونَهُ مَا دَرَّتْ مَعَايِشُهُمْ فَإِذَا مُحِّصُوا بِالْبَلَاءِ قَلَّ الدَّيَّانُون) [3]

. ثالثًا: وطائفة ثالثة قد لا تفقد الإيمان رأسًا، ولكنها تخشى أن ينالها ظلم بسبب حكم الله القاضي ضد مصالحها. ولعل هؤلاء


[1] سورة البقرة، آية: 10.

[2] سورة المنافقون، آية: 3.

[3] بحار الأنوار: ج 75، ص 116.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة النور) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 212
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست