اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة النور) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي الجزء : 1 صفحة : 210
ثانيًا: إن المطلوب هو الإذعان للحق أبدًا، وهذا الإذعان هو التسليم
الذي لايقتصر على القبول الظاهري له، وإنما التسليم النفسي أيضًا. وهذا ما أشار
إليه الذكر في آية المائدة، ألا يجدوا في أنفسهم حرجًا من قضاء الرسول صلى الله
عليه واله. قال الله تعالى فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ
حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ
حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً[1].
ولعل السبب أن من يعترض على الحق بقلبه، فهو يعترض أيضًا على مصدر
الحق والأمر به وهو الدين، مما يجعل هذا الشخص مجردًا عن أي التزام وأي دين.
ثم إنه لا يزال يحايل على الحق حتى يعارضه علنًا، أو يراوغ في
تطبيقه. وقد قال الله سبحانه ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ
أَسَاءُوا السُّوءَى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا
يَسْتَهْزِئُون[2].
بصائر وأحكام
1- من قيم الدين الوحدة، والقضاء العادل وسيلتها، ومن لا يسلّم له
يخسر الوحدة ودينه معًا.
2- علينا التسامي إلى حيث يريد منا الدين، وليس صياغة الدين بحيث
يتناسب ومستوانا الداني.