responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 85

تعمّق الإنسان فيها، وعرف كيف أن الله سبحانه ربط بين الأجرام بواسطتها وضبط مواقعها واتجاهات حركتها؛ لحار في آفاق قدرة الله وعزّته.

وهنا يقول ربّنا سبحانه وتعالى خَلَقَ السَّمَوَاتِ‌ ولا يقول: السماء، لوجود أكثر من سماء؛ فهي إمّا سماوات محيطة بأرضنا، أو هي سماوات سبع باعتبار الأقاليم السبع في كوكبنا والتي تحيط بها سماواتنا، حيث إن لكلّ إقليم سماءه.

وأمّا السماوات المترامية في الفضاء، فمنها سماؤنا المطبقة على المجرات في كوننا المعروف، ولا ريب في أن هناك سماوات وطبقات أخرى. وهذه العظمة في الخلقة إشارة إلى منع السائل أن يسأل عن مكان الجنّة أو مكان النار؛ لأن قدرة الله أكبر من أن يُعجزها خلق كرات جديدة، بل كرات مستحدثة.

وعلى أية حال، هناك سماوات سبع. ثم إنه سبحانه يقول بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا؛ أي أن الأعمدة موجودة، ولكن الإنسان خُلق عاجزًا عن رؤيتها. وهذه الأعمدة لها من القوّة ما تستطيع به المحافظة على حركة ومواقع النجوم، رغم ثقلها. حتى إن شمسنا كواحدة من الشموس الكثيرة جدًّا تشبه حبّة

رمل في صحراء مترامية، ولا يحافظ عليها خلال حركتها إلَّا قدرة الله التي أحاطت بكلّ شي‌ء، وقد يكون مصداق هذه القدرة أعمدة الجاذبيّة وقوانينها، أو أعمدة أخرى لم يكتشفها البشر بعد.

وحيث إن هذه السماوات عبارة عن موجودات مخلوقة، فهي بحاجة إلى ركن وثيق تعتمد عليه لضمان بقائها، وليس الركن الوثيق هذا سوى قدرة الله تعالى. مما يعني بالتأكيد أن الله الخالق‌

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 85
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست