responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 248

إذن؛ فالباطل حالة موجوده، وليست فراغًا وخيالًا، ولكنّها تعجز عن تحقيق غايات الإنسان النبيلة.

فالطاغوت مثلًا شأن باطل؛ لأن دولة الطاغوت لا تحقق أهداف الإنسان، كالتمتّع بالأمن والعدل والرفاه والحرّية.

والطعام قد يكون باطلًا أيضًا؛ وذلك حينما يتناوله الإنسان فلا ينفعه، بل قد يضرّه في بعض الحالات؛ فهو طعام باطل فاسد.

وقد يكون لابن آدم صديق، ولكنّه باطل، من حيث عدم وجود القدرة فيه على تحقيق معنى الصداقة وأبعادها. وإنما تكون الصداقة شأنًا حقًّا، حينما تتحقق أهدافها الطبيعيّة؛ إذ الهدف من الصديق أن يصدق صاحبه في المواقف، فينصره ولا يخذله، ويحفظه في الغيب فلا يخونه، ويكون له كما المرآة التي لا تعرف الغش.

ودعوة الإنسان قد تكون باطلة، وذلك حين يتوجّه بالدعاء إلى صنم لا يسمع ولا يستجيب. ومن هنا ورد قوله عزّ وجلّ لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْ‌ءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ‌ [1].

فهذه الدعوة دعوة باطلة، وهي عمل لا يتضمّن حقًّا، ولا يُعبّر عن شي‌ء من الحق.

وعبّر عن الباطل بأنه ما لا قدرة له على تحقيق أهداف الإنسان، لأن واقع الإنسان وجوهره في الغالب يتطلّع إلى تحقيق أهداف سليمة ومشروعة ومباحة، ولكنّه في الغالب أيضًا يختار الطريق الخاطئ والوسيلة الباطلة. فالإنسان يريد تحقيق مصلحته‌


[1] سورة الرعد، آية: 14.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 248
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست