responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 182

ممارسة الحياة بلا طيش‌

3- وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ‌.

وقد قال عزّ اسمه في سورة الفرقان المباركة وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً [1].

فماذا تعني كلمة القصد في المشي؟ وماذا يعني مشي الهون على الأرض؟.

يبدو لي أن في الحياة طرقًا، ومسالك وسبلًا .. ومنها سبل السلام في كل عمل وموقف وقضيّة، وأن لكل هدف طريقًا يوصل إليه، وهو طريق آمن وسالم وقريب، فإذا اكتشفه المرء، مشى عليه ووصل إلى أهدافه بلا مشاكل وبلا مُنَغِّصات.

أمّا الذين يسلكون الطرق الملتوية، ويستخدمون وسائل العيش بصورة غير سليمة، فهم إنما يحكمون على أنفسهم بالحياة المعقّدة، حتى أنهم في خضم هذا الشكل من الحياة يعجزون عن بلوغ أهدافهم، إضافة إلى تحميل أنفسهم عناء الجهود الضائعة .. وهذا ديدن غالبية الناس مع ما يحمل من غرابة، إذ الواحد منهم إمّا مصاب بداء التطرّف أو بداء التقصير؛ شأنه في ذلك، شأن من ينهمك في الإعداد لسفرة بسيطة قبل أسبوعين، أو شأن من يتهاون للتحضير للسفر حتى لحظات من موعده. وحسب ظنّي، فإنّ الطرفين؛ المتهاون والمتشدّد قد أخطأ في تصوّر الفعل والقصد، ولم يلتزما طريق الاعتدال في الفعل واتخاذ الوسيلة.

وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ‌ أي: اعتدال في المشي واتخذ الأسلوب الطبيعي. وهذا يصدق أيضًا على كلّ أمور الحياة، بحيث لا يتسبّب‌


[1] سورة الفرقان، آية: 63.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 182
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست