responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 144

فإذا قلنا بأن الشرك هنا هو شرك طاعة وليس شرك عبادة، فالآية نهت عن إطاعتهما، وأمرت بالشكر لهما أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ‌.

الإحسان شكرٌ

ولكن كيف يكون الشكر لهما؟.

لا ريب في أن الشكر لهما لا ينحصر بالألفاظ فقط، وإنّما الآية التالية تصوّر لنا هذا الشكر المطلوب، إذ قال عزّ وجلّ وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً [1].

والإحسان هو التقدّم لهما بما هو مستطاع من الخدمة، وهو يدل على مفهوم أوسع من مفهوم العدل، الذي هو الردّ بالمثل. أمّا الإحسان؛ فهو العطاء عن طيب قلب، بلا مقابل، أو أعلى من المقابل، بلا خضوع أو استسلام. وهذا هو الخط الفاصل بين الطاعة والشكر. إذ الشكر أمر ضروري، فيما الطاعة العمياء، والطاعة المنفلتة عن طاعة الله، أمر مرفوض وواقع مذموم ومنهي عنه.

والله سبحانه وتعالى قد وضع بهذه المنهجيّة الرصينة والواعية حصنًا دون انحراف الأجيال، باعتبار أن الطاعة العمياء من جانب الأولاد لآبائهم وأُمهاتهم تؤدّي إلى تصاعد احتمال الانحراف في أنفسهم وسلوكيّاتهم؛ هذا الانحراف الذي لابدّ أن يكون له مردوداته السلبيّة على أولاد هؤلاء الأولاد فيما يلي من الزمن.

ومثل ذلك، مثل الأمر الصادر عن الله تعالى في إطاعة أولي الأمر، ولكن ليس كلّ ذي أمر، وإنما هم أولو الأمر الذين يختارهم‌


[1] سورة الأحقاف، آية: 15.

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 144
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست