responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 124

جيم: الجهل بهدف النعمة

أو أن الإنسان يستفيد من النعمة ويتعامل معها، ولكن دون أن يضع لهذه الاستفادة أهدافًا صحيحة. كأن يستثمر النعمة في إطار التكبّر على الآخرين أو تحطيمهم أو ابتزازهم، مما يكشف حقيقة أن بعض الأفراد لا يصلحهم إلَّا الفقر، فإذا أوتوا مالًا تكبّروا به وتجبّروا وفقدوا أصدقائهم، فهم لا يضعون لاستفادتهم من النعم أهدافًا صحيحة.

وهذه الحقائق تظهر وتتجلّى عندما نلاحظها في المجتمعات والأمم، لأنها تكبر على الصعيد الجمعي، ويبدو خطّه البياني متصاعداً حينما تتحلّى الأمّة بفضيلة الشكر، أو متنازلًا حينما يستولي عليها الكفر.

ففرعون مثلًا لم يمارس الظلم، ولم يستضعف بني إسرائيل، ولم يرفض دعوة موسى وهارون عليهما السلام، ولم يغتر بما لديه من وسائل وطاقات، ولم يدّعِ الربوبيّة .. إلَّا في خضم جهله بسبل استثمار ما لديه من النعم، حيث وضع لها أهدافًا غير صالحة.

وكذلك قوم عاد الذين استطاعوا أن يُشيِّدوا حضارة في جنوب الجزيرة العربيّة، ولكنّهم بطروا واستكبروا واغترّوا بالنعم التي أُسبغت عليهم، فراحوا يبطشون جبّارين، فأُهلكوا بعذاب العواصف والأعاصير.

ولا يذكر لنا القرآن المجيد أمثال الأقوام والحضارات السالفة لكي نتسلّى بها، وإنما لكي نعتبر بقصصهم وأحوالهم.

قال الله سبحانه وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ‌

اسم الکتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 124
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست